الشكوى إلى الله أولا

أحد, 2022/01/09 - 14:32

الشكوى إلى الله أولا/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول/قد يظلمك القريب أو البعيد،و قد تتأذى و تتأثر،لكن عندما توكل الأمر إلى الله، ستستريح و تربح.مرة، لأنك مكفى،و مرة،لأنك لم تركت الانتقام.و قد جربت أن ترك الأمر للخالق، هو الحل المريح لكل مظلوم،و لا يعنى هذا أن لا يحترزوا من أعدائهم،مهما قربوا أو بعدوا،لكن معناه، أن يعلموا أن الله هو القادر القاهر المنتقم العدل ذى الطول و الجبروت،و هو كفيل براحة قلبك و الانتقام لجنابك المظلوم، عندما يقع الظلم فحسب،فمن باب أولى، إذا لجأ إليه المظلوم المنكوب المكروب.و رب الكعبة،إن الله يعلم ما فى الصدور،فلا تتعبوا انفسكم بالصراخ،و هو القائل:"و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".و لا تحسبوا الظلم يقع فقط من ذوى السلطان و الهيل و الهيلمان،بل يصدر من ذوى القربى و من هم أقرب من ذلك،و لذلك حرم الله قطع الرحم و حرم نشوز الزوجة و حرم عقوق الولد،و لعل بعض ما يحصل فى البيوت، أشد و أنكى و أفظع، مما يقع فى الساحات المفتوحة، للأسف البالغ.و قد قيل يوما،و ظلم ذوى القربى أشد مضاضة!.و مهما يكن مستوى الصبر فعلى الأخيار اتقان حرفة التعامل مع الأشرار،فقد أتيحت فى الدنيا،شرعا و قانونا،كل أوجه الحيطة و الحذر و التظلم،لمحاولة استرداد الحقوق المنتهكة أو المسلوبة،لكن كمال ذلك فى اللجوء إلى الله،أولا و أخيرا،و لا وجه للتناقض.اللهم قيض للظلمة من يكف ضررهم عن المسلمين،و ثبت قلوب المظلومين على الحكمة و الأناة.و لنتعود أن نتجه بمظالمنا إلى الله أولا،فهو القادر وحده على الإنصاف و رفع الظلم تماما،و فى لمح البصر أو قل.فلا تفرط فى الدعاء فى كل وقت و حين،و عند كل مناسبة،و عندما تتعود على مثل هذا المسلك الرباني،ستجد نفسك محصنا ،بإذن الله،من كل العوادى و المظالم،و ما ذلك على الله بعزيز.اللهم حصنا من كل سوء و أصلح أحوالنا و أحوال جميع المسلمين.