د. محمد عمارة لـ “رأي اليوم”: تابعتُ خطاب الغنوشي ولم أجد به دعوة للفصل بين الدين والدولة والإعلام يزيّف ويخلط الأمور والأمة الإسلامية لابد أن تكون مرجعيتها الإسلام

اثنين, 2016/05/23 - 15:04

القاهرة  ـ “رأي اليوم”  ـ محمود القيعي:قال د. محمد عمارة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إنه تابع خطاب راشد الغنوشي في مؤتمر النهضة العام، ولم يجد فيه ما يروّج له الإعلام من القول بفصل الدين عن الدولة ، وإنما كان الخطاب دعوة للتمييز والتخصص ، وليس دعوة للفصل والعزل .وأضاف عمارة في تصريح خاص لـ “رأي اليوم” أن الدولة ضرورة ،ولابد أن يكون لها مرجعية، مشيرا الى أن الماركسيين يريدون مرجعية ماركسية، والإلحاديين يريدون مرجعية إلحادية، والاشتراكيين يريدون مرجعية اشتراكية، والإسلاميون يريدون مرجعية إسلامية .وقال عمارة إن الأمة المسلمة لابد أن تكون مرجعيتها إسلامية وإن كره قوم وأبى آخرون، نافيا أن يكون المشروع الإسلامي قد سقط بالإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر .وتابع عمارة: “المشروع الاسلامي من الناحية السياسية هو المالك للمستقبل، لأن الفلسفات السياسية الغربية قد أصابها الافلاس، فالدولة الكهنوتية الثيوقراطية قد سقطت منذ النهضة الأوروبية الحديثة، وها هي الدولة العلمانية التي ضخمت فردية الانسان، والتي دمرت الأسرة وأشاعت اللا أدرية والإلحاد، حتى إن 48 % من سكان لندن هم لا دينيون رسميون، والذين يؤمنون بوجود إله في أوروبا حتى ولم يعبدوه 14% فقط”وتابع عمارة: “هذه هي الدولة العلمانية التي جعلت الانسان سيد الكون، وأحلته محل الله، ها هي تمر بأزمة شديدة، بينما المشروع الاسلامي يقيم بالوسطية الاسلامية الجامعة التوازن بين الشريعة والأمة والدولة، ويجعل الانسان سيدا للكون، وخليفة لسيد الكون، ويجمع بين سلطة الأمة في إدارة الدولة والمجتمع، وبين الالتزام بحدود الحلال والحرام الديني”.وتابع عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: “الدولة الثيوقراطية ليس فيها سلطة للأمة ، والدولة العلمانية ليس فيها سلطة للشريعة، بينما الاسلام هو الذي يوازن بين الشريعة والأمة والدولة ” .واختتم د.عمارة حديثه مؤكدا أن المشروع الاسلامي هو المشروع الوحيد على النطاق العالمي الذي له المستقبل كل المستقبل، لأنه من الناحية التاريخية الذي جعل الأمة الاسلامية العالم الأول على ظهر هذه الأرض لأكثر من عشرة قرون، وأنه على المستوى المدني هو مالك المستقبل، بعد فشل وسقوط وفشل كل نماذج التحديث الغربية: النازية ، الفاشية ، الشيوعية ، الرأسمالية المتوحشة التي دخلت بالغرب نفقا مظلما.