
قد يكون لكل نظام نصيب من محاولة رفع هذه التحديات،و طبعا نصيب من الفشل فى تحاوز هذه التحديات،دون أن ننسى الطابع التراكمي،أو نحمل نظاما واحدا هذا الفشل الخطير.فمنذ الاستقلال إلى اليوم، فشلت الأنظمة المتعاقبة، فى توفير مستقر منتظم، للماء و الكهرباء، و صباح اليوم مع ظهور نتائج الباكلوريا،ما زالت نسبة النجاح، لا تكاد تتجاوز بكثير،8%،و يهدد التفلت الأمني، من حين لآخر، السكينة الاجتماعية، بقوة و خطر،و يتوسع ضعف الشبكة الطرقية، و فى القرى نجد من حين لآخر، بنايات رمزية معدة نظريا لمستشفيات لم ترى النور،و حتى فى قلب المدن، تعجز معظم بنياتنا الصحية، عن معالجة الكثير من أمراض المواطنين،مما يعرض رصيدنا الرسمي أو الشعبي من العملة الصعبة، للاستنزاف المستمر،هذا مع تراكم الأوساخ فى طرق رئيسية فى العاصمة،فمن باب أولى فى غيرها من الأماكن!.هذه هي خلاصة تجربتنا فى إقامة الدولة الوطنية،و لا يمكن أن نتحجج بضعف الموارد و لا كثرة السكان و لا ضيق الحيز الجغرافي و لا كثرة الكوارث الطبيعية،و إنما أكبر كارثة ربما، ضعف روح الوطنية و سوء التسيير المزمن،و ربما مرد ذلك لضعف الخوف من الله و ضعف إدراك أن استسهال حرمات المال العام، هي عين التفريط و التساهل!.و إذا أراد أي متحدث الإسهام فى أمر الشأن العام الوطني،فليضع فى حسابه، أن خدمات بهذه الدرجة من الإلحاح،لم تصبح بعد منتظمة إطلاقا فى موريتانيا،و مع هذا المستوى من التأخر البين،لم يكن من اعتبار عقول الموريتانيين، التبجح أمامهم، بقصص المنجزات و المعجزات، فى كل ميدان و مجال،فى ظل حكم فلان أو علان!.