إعلان اسطنبول (٣)/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول

خميس, 2021/05/20 - 10:50

الحمد لله رب العالمين، وافرحتاه الحمد لله، الذي بنعمته تتم الصالحات، الذي وفق النظام الموريتاني بغض النظر عن جوانبه السلبية، وبغض النظر عن المحاكمة الجارية المرتبكة لنظام العشرية، التي يحاولون من خلالها توريط جانب على حساب جانب آخر، وإن الكثير من الأمور يتم البحث لها عن مخارج، خصوصا الأمور التي كانت مشروع حرب أهلية، تعثر، والقافلة ،والحمد لله، تسير نحو الأمام.وأريد أن أهنئ الشعب الموريتاني والجهات المعنية، سلطة وشعبا، بالموقف الموريتاني الرسمي والشعبي المشرف من أحداث غزة العزة، ومن الأعتداء على الأقصى الأسير والقدس السليبة وفلسطين المحتلة.أخيرا وبعد أيام من التردد وأشهر من المحاولات، محاولات "الإمارات العبرية" استيعاب نظام صاحب الفخامة، محمد ولد الشيخ الغزواني، في إطار التطبيع. فشلت كل هذه المحاولات من أول يوم، فالمعلومات التي وصلتنا، أكد من خلالها صاحب الفخامة للسلطات السعودي، بأننا لا نقبل التطبيع، ومهما قيل إنه قال إذا كان هناك موقف عربي موحد وغير ذلك، وهذا جواب عاقل، فلن يكون توحد على موقف التطبيع، الذي يأباه القائد صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني، بحكم تربيته الأسرية الغزوانية الخاصة، وبحكم طبع والده رحمه، الله محمد أحمد ولد الشيخ العزواني، وبحكم تكوينه في المؤسسة العسكرية الموريتانية العتيدة، التي عرف فيها الكثيرون من مختلف مشارب الوطن، من قوميين وإسلاميين، ووطنيين، بروح موريتانية إسلامية أصيلة، وبروح إفريقية ناضجة واعية، لما يوحدنا من إسلام ومن حضارة ومن عمق متنوع عربي وإفريقي وغيره. هذه المؤسسة العسكرية دأبت على تبني القضية الفلسطينية، ضمنا وصراحة، وهو أحد أبنائها وأحد المنحدرين منها ويحيط به رجال أقوياء بررة، كما يحيط السوار بالمعصم، من أمثال القائد، محمد ولد بمب ولد مكت ومسغارو وابرور ومحمد ولد لحريطاني وولد أحمد عيشه وغيرهم من رجالات الأمن والثقة والمؤسسة العسكرية والهبة الوطنية، وكذلك على الصعيد المدني كثيرون من المستضعفين في عمق هذا البلد الغالى، وهو بلدنا جميعا ،الجمهورية الإسلامية الموريتانية، التي لا يمكن أن يتناغم مع تنوعها، إلا الاجماع على القضية الفلسطينية،التي هي خلفية الجميع ولواء الجميع وعمق الجميع. فما كان لنا أن نسلم الأقصى وما كان لنا أن نترك الأرض والعرض، الحمد لله رب العالمين، الله غايتنا والرسول قدوتنا والجهاد في سبيل الله أسمى أمانينا، والله أكبر والله أكبر ولله الحمد.لقد شعرت بالغيرة وشعرت بالندم وشعرت بالهم والحزن يدب في جميع فصائلي، عندما أرى أبناء الفلسطينيين وبنات الفلسطينيين تنهمر دمائهم وتنهار بيوتهم، لكنني في المقابل شعرت بالعزة والقوة، وشعرت بالأمل الكبير، عندما استمعت إلى كلمة أبو عبيدة بالأمس، في قلب دوحة العزة ودوحة النصرة ودوحة الأمل وتجاوز الألم، أجل عندما سمعت كلمة ذلك الأسد، الذي يزأر زئيرا ويتكلم بشكل متوازن حكيم ومبدئي راسخ، شعرت بالأمل الكبير في  تجاوز الألم، والحياة ألم يخفيه أمل، وأمل يحققه عمل، ولنصلين بإذن الله في الأقصى يوما، محررا، بإذن الله، ونجتمع جميعا من مختلف مشارب الدنيا، عربا وعجما وغيرنا، تحت راية، لا إله إلا الله محمد رسول الله،صلى الله عليه وسلم،تجمعنا جميعا و إلى الأبد، ويومها وبعد أقل من 15 سنة،بإذن الله، سيفرح المؤمنون بنصر الله. وكم شعرت بالفرح والارتياح والأمل في نظام بلدي، عندما قرأت بيان حزب الإتحاد من أجل الجمهورية، وتلك الأصوات الوطنية، من مختلف المشارب، التي عبرت بعمق وصدق، عن هويتنا،  معنويا وماديا وعمليا، عندما دعوا بشكل مباشر وبشكل مالي وتعبوي، إلى الوقوف مع هذه القضية، التي تسكن كل جانب وكل جزء من حياتنا، فالله أكبر ولله الحمد.هكذا تكون الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ولا يكون أبدا هذا الاسم مطابقا للواقع، إلا عندما يرفع لواء القضية الفلسطينية، وكم شعرت بالأمل، عندما تابعت كلمة وزير الخارجية في اللجنة التنفيذية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وما دعا إليه من آليات، على غرار ما دعا له القائد البطل الرمز، رجب طيب أوردوغان هنا في تركيا في استطنبول وأنقرة، إلى تشكيل جيش إسلامي، وقد قال بإنه آن الأوان لتشكيل هذا الجيش، من أجل الدفاع عن المدنيين، وما تلك إلا عبارة سياسية، فقد قصد تحرير الأقصى الأسير، وقد قصد ما نقصد ورب الكعبة. إنما يصدر منه وما يصدر منا وما يصدر من الإتحاد من أجل الجمهورية وما يصدر في قصر الرئاسة عند الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وحتى ما يصدر عند ذلك الأسير المغلوب على أمره، محمد ولد عبد العزيز ، الذي قطع العلاقة مع الكيان الصهيوني، كل هؤلاء وأولئك، يصدرون من مشكاة واحدة، والحمد لله رب العالمين والله أكبر وإلى الأمام، ولتكن أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، حتى نجد النصرة والمعية والقبول عند الله، سبحانه وتعالى.فهذه الروح يوما ما تفارق الجسد، وما الجسد إلا وعاء زائف زائل مؤقت، والله أكبر والله أكبر ولله الحمد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.لقد هب بعض النصارى وهب حتى بعض من لا تربطنا بهم إلا رابطة الأخوة الانسانية الجامعة، و كل عادل منصف لما يحدث الآن في فلسطين وبيت المقدس وفي الأقصى وأكناف بيت المقدس وفي غزة العزة وفي الضفة وفي كل شبر من تلك الأرض المباركة،وإن لم تحركنا تلك المظالم، فما الذي سيحركنا، وإن لم تحركنا هبة المناصرة لأبناء الدين وأبناء الدم، فماذا ننتظر،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والله أكبر.لقد شكل هذا الخبر بالنسبة لي، دعوة السلطات الرسمية بشكل صريح لمناصرة القضية الفلسطينية والخروج على محاولات التطبيع الضمنية، التي قادتها بخساسة ونذالة وفشل كاسح، "الإمارات العبرية" وبعض أذناب وأشلاء العرب العبريين.لقد فشل هذا القطار المتعثر، كما فشل اترامب وفشل كل عرابي قطار ابراهام، ونجح قطار الأصالة وقطار المقاومة والعمق، وما ذلك على الله بعزيز، وكما يقال في المثل "كل شيء يرجع إلى أصله".ظهر غزواني كما هو، وظهر من قبل محمد ولد عبد العزيز في جانب قطعه العلاقة مع الصهاينة والكيان الصهيوني، ومهد لذلك من قبل سيدي ولد الشيخ عبد الله، رحمة الله عليه،و هو الذي تآمروا عليه يوما، ولكن نجتمع في حكمة الشهيد، حسن البنا "نتعاون في ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا فيه". فآن لهذه الأمة بكل اديولجياتها وبكل خلفياتها وبكل مشاربها، مهما كنا إخوانا أو ناصريين أو بعثيين أو كادحين أو متصوفين أو غير متصوفين أو عربا أو عجما أو من أي انتماء فكري، آن لنا أن نتوحد تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله،صلى الله عليه و سلم، ونلقي بالسهام القاتلة في مشروع الإبراهيمية المرتد "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"، آن لنا أن نصبر وأن نصبر على معاناتنا وأن لا نقبل غير الاسلام دينا، مهما عمل عرابوا الإمارات العبرية المتحدة وعرابوا الماسونية الدولية، فذاك الجانب من الأمة المتخاذل، حقيق أن نقول فيه قوله تعالى "وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يكونوا أَمْثَالَكُم"، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.فمنافقوا الداخل أحيانا، أخطر من أعداء الخارج المتصدرين في المشهد العدائي المعروفين، فعندما يكون البعض لابسا لثوبك متكلما بلسانك من بني جلدتك، فاكتشافه أحيانا، صعب، لكن الأيام أظهرت كلام ممثل النظام السعودي وليس الدولة الشقيقة السعودية، فالنظام السعودي الأصيل ما فتئ إلى جانب القضية الفلسطينية، لكن هذا الرجل نشاز، محمد بن سلمان، والرجل النشاز في الإمارات الشقيقة، محمد بن زايد أيضا.ورحم الله، الشهيد صدام حسين، الذي أفرحنا بتلك الطلقات الصاروخية الشجاعة، ونرجو الله سبحانه وتعالى، بأن ينالها مفغرة، لما أقدم عليه من ذنوب وتجاوزات، وأن يرفع الله شأنه ويغفر له مغفرة تامة، بتلك الصواريخ التي أثلجت صدورنا يوما.. لكن الغزاويين وحماس ومختلف الفصائل الفلسطينية، أثلجت صدورنا كثيرا كثيرا، بهذه الصواريخ، التي يمطرون بها الكيان الصهيوني اللقيط، بل إن الدوحة التي فتحت أبوابها ونواكشوط والرباط وعمان وكل العواصم العربية تقريبا، سوى الرياض والإمارات وعاصمة البحرين، هذه الدول المطبعة صراحة أو ضمنا، إلا أن ما سواها في اسنطبول وانقرة و غيرها، كل هذه الدول فتحت قلوبها وأوبابها وتحركت شعوبها، وما ذلك إلا مصداقا وبشارة لحديثه صلى اللهعليه وسلم، عن ذلك الصراع الذي يقول فيه "..  فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ‏.‏ إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ‏".وفي الحقيقة نحن لسنا أعداء لليهود بقدر ما نحن أعداء للصهاينة، والمشترك ينبغي أن يجسد، وينبغي أن لا نظلم أحدا، في سياق مسيرة التحرير ومسيرة الانعتاق، وإنما ينبغي أن نحرص على علاقتنا مع كل الدول، حتى أمريكا الظالمة، لحرصنا على مصالحنا، وعلاقتنا مع فرنسا وغيرها من الدول الغربية وغير المسلمة، ونؤكد على أهمية المشترك في تحقيق السلم العالمي الإنساني، لكن مع احترام حقوقنا، فالقوة ليست بالاستسلام وليست بالظلم، فلابد أن نعيش مع غيرنا المختلف معهم حضاريا في سياق المشترك وسياق السلام العالمي، لكن لا بد أن ندك الكيان الصهيوني دكا،بإذن الله،و لابد أن نرد على ظلمه بالقوة، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والسلام عليكم ورحمة الله.