لا لخطاب الكراهية(ح2)/بقلم عبدالفتاح ولد اعبيدن

اثنين, 2022/05/16 - 22:13

العبودية و الصراع و الهيمنة طيلة قرون طويلة ظلت سببا فى معاناة الكثير من الناس،ليصبحوا أرقاء مملوكين، لدى أمثالهم من بنى جلدتهم،و رغم ما فتح الإسلام من تشجيع أوجه العتق ظلت العبودية و إلى عهود قريبة لوثة لدى بعض المجتمعات و الدول،لكن البشرية اليوم تجمع على رفض الاسترقاق،و الظاهر أن الظاهرة تراجعت عالميا، و فى موريتانيا أيضا، تراجعت و انحسرت،و أضحت محدودة قليلة فى مجتمع البيظان،و ما زالت شبه مقبولة فى مجتمع "اسوانكى"(سرقلات)،و مع ذلك يفضل بعض المناضلين من فئة لحراطين،بدعاوى حقوقية،على غرار حركة بيرام(إيرا)،التركيز على تضخيم الأمر فى أوساط المجتمع البيظاني،و يكاد بعضهم يهلك و يتحسر حزنا و ألما،عندما يحس بقرب تصفية القضية فى أوساط البيظان،و هي كذلك تقريبا،و لذلك أوشكت حجة بيرام و غيره على النفاد،و بالتالى أصبح خطابهم، لا فائدة و لا مردودية معنوية و لا مادية،ترجى منه،محليا و لا خارجيا،لأن الوقائع المقنعة، بوجود حالات ذات بال من الاسترقاق،أضحت مستحيلة الإظهار،بينما يتغاضون عن استفحالها و تخمرها فى مجتمعات أخرى، غير البيظان،حتى أنها عندهم طبيعية و لا تثير أي اشمئزاز، و لا أي حديث، لا فى الخاص و لا فى العام!.و مهما يكن استعداد البعض للاستمرار فى التناغم مع خطاب الكراهية و التحامل و الأذى، الذى دأب البعض على استخدامه ضد البيظان،فإن مثل هذه الورشات المتطرفة أصبحت مفضوحة ملفوظة و عديمة الرواج،مما دفع بيرام و بعض أشياعه المتطرفين للزاوية،و لم يعد الحماس لمثل هذه الأساليب بنفس الوتيرة السابقة المعهودة،و ساهم الإعلام و الموقف الأمني الرسمي الحالي للتضييق على ممتهنى خطاب الكراهية و المستثمرين فى هذه البضاعة الحقيرة المزجاة،أيا كان مشربهم،و لم تعد بورصة الحديث عن العبودية و الاسترقاق بنفس الطعم و المردود،لا داخليا و لا خارجيا.و لعل تجربة النظام السابق و الحالي مع بيرام و إيرا،كانت سببا فى تشجيع خطاب عنصري عدواني،و ربما شجعه الغرب و الصهاينة بوجه خاص لخلق أجواء تفرقة مستمرة فى موريتانيا،لتسهيل جني المكاسب السياسية و الاقتصادية من طرف المستثمرين الغربيين،الذين نهبوا ثروات هذا الوطن،على حساب مصالح الساكنة ،و لم يقتصر ربما التأثير السلبي لخطاب إيرا على المنابر الإعلامية، و إنما شجع آلاف الأشباع و الأنصار على الإساءة و الإضرار العام بلحمة المجتمع و تعايشه الإيجابي.و إن كان الرئيس غزوانى قرب بيرام لتهدئة الوضع و تجاوز أجواء التوتر و الصدام، إلا أن بيرام لم يبدى صراحة و لا ضمنيا، أي تراجع عن خطابه التحريضي،الذى يحتم فحواه تعبيرا صريحا عن التراجع عن بعض مضامينه العنصرية المفرقة بامتياز،و ربما كادت الدولة أن تبارك فعليا هذا المسار المكرس لخطاب الكراهية،لولا ان تحفظت أخيرا عن الترخيص النهائي لحزب الرك .إن الحملة الإعلامية و الإجرائية الحالية ضد خطاب الكراهية،بغض النظر عن من يصدر منه،توجه ضروري و ملح،عسى أن يردع المتطرفون و يحترم الناس بعضهم بعضا،وفقا لحديثه صلى الله عليه و سلم:"بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم"،و حديثه صلى الله عليه و سلم:"المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده".و لا مانع طبعا، من أي مشاركة اجتماعية أو إعلامية أو سياسية، ما التزمت بالأدبيات و القيم الجامعة.