الصبر نعمة عظيمة

سبت, 2022/01/22 - 12:12

الصبر نعمة عظيمة/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن/اقترب مني فى صمت ،و قال لي ..."ما كنت نعرفك".كان ذلك صباح الأربعاء، يوم 7/6/2016 ،على ما أذكر ،اليوم الثالث من رمضان،يوم توفيت والدتي.لم أجب هذا الرجل، لأنه كان يعرف جانبا واسعا من حياتي،و لأنه رحم و يتذكر حتى يوم ميلادي،قال لي كان يوم الأربعاء،و فعلا هو كذلك، كان يوم الأربعاء،اليوم الأخير من شعبان 22/12/1965.الرجل كان يعرف الكثير الكثير عني،لكنه استغرب صبري يومها،يوم فارقت والدتي هذه الحياة الفانية الزائلة الزائفة،لكني كنت مصمما على الصبر،و إنما الصبر عند الصدمة الأولى،فرزقني الله الصبر الجميل،عند وفاة والدتي ،رحمها الله،و كنت وحيدها.الصبر نعمة كبيرة و ينبغى أن نعلم ان لا سعادة فى هذه الحياة و لا الحياة الآخرة،إلا بالصبر عند الضراء و الشكر عند السراء،و توظيف النعم فحسب فى طاعة الله.استغرب هذاالرجل الستيني،كيف صبرت كل هذا الصبر ،المؤسس عقديا و شعوريا،و كنت وحيد هذه المرأة العظيمة والوالدة الحنون،التى لم أعرف فى حياتي إلا هي تقريبا!.فعلا استغرب و صرح باختصار،"ما كنت نعرفك".لقد تربيت طويلا على معانى الصبر و قيمه،و فكرت كثيرا فى تلك اللحظة المرتقبة،و استعديت لها،و كنت أقول فى نفسها،كيف أصبر عند الفاجعة،إن حصلت و أنا حي أرزق،لكن فى السنوات الاخيرة،قررت أن أصبر،و ربما من الأفضل تعميم هذا القرار الجريئ،بعون الله و من منه و جوده و فضله،عسى ان تمر الأمور بهدوء،و فى جو من الرضا بالقضاء و الاحتساب.فالصبر هو طريق خيري الدنيا و الآخرة.اللهم ارحم والدتي زينب بنت الحسن و والدي عبد الرحمان ولد اعبيدن و جميع موتانا و سائر موتى المسلمين.و أعاود الكرة لأعترف و أقر بإيجاز و اختصار،بأن كل ما حصل من صبر و ثبات و رضا و احتساب،كما أرجوه،و لا أزكى نفسي،كان من محض إرادة الله و رحمته و لطفه بي،فلقد علم فى أزله أن ضعف المحب و فقده لمعنى حياته كلها، لا يجبره إلا صبر من الله،و كان،و ما قدر الله فعل،و الحمد لله على نعمة الصبر.يا عباد الله إلزموا رحمة ربكم و لا تغتروا،و سلوا الله العافية و الشكر فى الرخاء و الصبر وقت الضراء.اللهم آمين.لقد من الله علي بالصبر و أرجو الله أن يجعلني الله و إياكم من الصابرين،صبرا جميلا خالصا لوجه الله الكريم.

يقول الله تعالى في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ). 

عن أبي يحيى صهيب بن سنان قال: قال رسول الله   ﷺ: عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، رواه مسلم.