"عمارة النجاح"...نموذج الابتزاز العقاري/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول

سبت, 2021/11/06 - 13:59

التأجير فى هذه العمارة، يعنى التعرض للابتزاز و الظلم فى أعلى صوره،لأن المسير لن يأخذ أحيانا حقه بالحسنى،و إنما يلجأ لطرق ملتوية غير مدنية.فلو أجرت عندهم 17 سنة مع انتظام تسديد الإيجار ،فلن يمنعهم ذلك من قطع الماء و الكهرباء و التقدم أمام المحاكم للإخلاء،بحجة تأخر التسديد، نظرا لغيابك فى مهمة استشفائية قاهرة.و لعل حقوق المؤجرين فى موريتانيا غير معتبرة،خلاف الكثير من دول الجوار،التى تعتبر المؤجر شبه شريك،و لا يمكن الاعتداء على حقوقه إطلاقا.لقد تعرضنا فى هذه العمارة للكثير من الإهانة،من قبل الجهات المسيرة،لهذه العمارة،رغم ما كسبت من أموالنا عبر الإيجار،طيلة عقدين من الزمن،لم نفسد فيه مصباحا و لا نافذة،و لم نطلب منهم أي خدمة، سوى المعتاد من الكهرباء مثلا،الذي يلجأون لقطعه،كوسيلة للضغط على جميع المؤجرين، فى تلك الغرف المظلمة البائسة،و من الجدير بالسلطات القضائية،عدم مؤازرة مثل هذه التصرفات المهينة لحقوق المؤجرين.و عند اتجاه أحد الطرفين للقضاء، يبقى الضامن الوحيد لحقوق الجميع، هو قضاءنا الذى نثق فيه و نطمئن لعدم سماحه،بالتلاعب بحقوق المؤجر المسكين،حتى لا تكون الغلبة دائما للأقوى،على حساب الحق و العدل،لا قدر الله.إن وضعية الإيجار فى موريتانيا، بحاجة للمزيد من الضبط و التأمين،لضمان حقوق الجميع،لا أن يكون الضحية دائما، هو الطرف المؤجر له.فإلى متى تبقى معاملاتنا دائما، تكريسا لقانون الغابة،عبر حماية مطالب الطرف القوي فحسب!.و أؤكد هنا أن قطع الكهرباء عن المؤجر طريقة معروفة،لدى مسير "عمارة النجاح" فى قلب العاصمة،لمنع تأخر السداد،و طريقة غير حضارية و ممنوعة فى العالم المتحضر،فلماذا تظل متبعة فى موريتانيا،كأسوإ نموذج من فنون ابتزاز المؤجرين!.لقد استأجرت من هذه العمارة شقة، منذو أكتوبر سنة 2004،و طيلة 17 سنة، حرصت فيها على الالتزام و الصبر،ما اسطعت إلى ذلك سبيلا،لكن مثل هذه النماذج من الضغوط و الابتزاز،غير مريحة إطلاقا،و تؤكد الحاجة الملحة لإعادة تنظيم و تقنين شروط  الإيجار المنصف .و من المعروف أن من يقيم فترة طويلة لدى عنوان محدد،ستترتب عليه مصالح معتبرة،ليس من السهل تجاهلها و إلقاءها فى سلة المهملات،هذا هو ما يحدث،حينما يحاول المؤجر أن يخرجك من هذا العنوان، على الطريقة الموريتانية المختصرة،و المنحازة غالبا،لأصحاب العقار،دون توازن و حذر من هذا الانحياز  الضار.و على الطريقة التقليدية،أقول لمن يسير هذه العمارة،هذه الأسرة المالكة لهذه العمارة(أهل لكبيد ولد عتيق)أسرة عريقة، و ما كان لك محاولة تشويه سمعتها التجارية،بمثل هذه التفاهات!.و عند تحقق العدالة ستكون عمارة النجاح،كمؤجر،مطالبة بتعويض الأضرار،جراء قطع خدمة الماء و الكهرباء،مدة عشرة أشهر،لا وجه فيها للمطالبة بتسديد الإيجار،و مع ما يترتب على ذلك من تعطيل مصالح العمل المختلفة،و هو واقع، إن تقيدنا بالقانون،سيلزمهم بتعويضنا ملايين الأوقية،كطرف متضرر فعليا،و بصورة عميقة،معنويا و ماديا،جراء هذا الأسلوب الاستثنائي الهمجي،أما مجرد التماهى مع الجهة الشاكية،المطالبة بالإخلاء،دون فحص و تدبر لما يلحق بنا ،فذلك سيناريو نستبعد التورط فيه.