من يستطيع تحصين الظالم؟!/ بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن- اسطنبول

أربعاء, 2021/07/28 - 12:39

الرئيس مجرد راع ،إذا أحسن نعينه و إذا أساء نزجره، بجرأة و حكمة،فمتى كان التفريط فى أحكام الله و حقوق الناس و مقتضيات المسؤولية إلا فعلا لا يستحق صاحبه الحصانة إطلاقا؟!.قد تقتضى بعض المصالح العليا، الصبر مؤقتا على الحاكم الفاشل، لحين اهتداءه لطريق الإصلاح أو انتهاء فترة مأموريته،دون اللجوء لصيغ غير دستورية و غير مأمونة على غاية التماسك و الاستقرار النسبي.أما أن  يسعى الفاشل،أو الضعيف العاجز ،لتحصين نفسه من غضب المظلومين،الذين لا يستعملون العنف،و إنما يكتفون بأسلوب التنفيس،فتلك مخالفة صريحة،لحكم الله فى هذا الباب،بشأن المظلوم.قال الله جل شأنه:"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم".صدق الله العظيم.قال القرطبي، بشأن المظلوم"جاز له السب".و من أراد أن يمنع أي مظلوم، من سب و شتم أي ظالم،سواء  كان رئيسا أو مرءوسا،فليرجع لقراءة تفسير هذه الآية من محكم التنزيل.فلا حصانة مطلقة، لأي رئيس،بمجرد توليه للرئاسة،و أنما يقدر و يعتبر، إذا كان محسنا مجيدا،أما إذا عمق الجهوية،على حساب جهات و ولايات أخرى و عمق التمييز السلبي،غير المشروع،و استغل النفوذ، على أصرح وجه،مثل ولد غزوانى أو غيره،و بعد ذلك يهدد المكتسبات الدستورية،خصوصا فى مجال حرية الصحافة و التدوين و حرية التعبير،فهذا باختصار، ظالم، من والاه فقط، لسبب قرابة أو جهة أو مصلحة ضيقة،فقد ظلم الوطن و بقية المواطنين،و هم المغبونون من جميع جهات و مشارب الوطن الموريتاني العزيز المغدور،و المختطف بامتياز!.و على ولد غزوانى و أنصاره المكرهين داخل البرلمان،عدم تمرير قانون ما يسمى ب"حماية الرموز"،إن لم يكونوا راغبين فى تغيرات واسعة جذرية،لا تبقى و لا تذر،بإذن الله،و الله على أقول وكيل.و ضمن حديث موجز مع أحد المتضررين من خنق الحريات،قال لي شارحا،لا معنى لازدواجية الجوع و التضييق على حرية التعبير!.فعلا كان ثمة نفس حر تعود عليه الناس،منذو مطلع التسعينات،و من المستحيل إجهاضه،لكن الدولة العميقة قد تستعيد مؤقتا طابعها البوليسي،الذى أكل عليه الدهر و الشرب،و هو أمر قد يخيل للبعض أنه سيحمى نظام الرئيس الحالي ،لكن ردة فعل المدمنين على ممارسة حرية التعبير المشروع،ستكون فرصة للتشبث بالمكتسبات الدستورية و الخلاص من كل من و ما قد يعوقها،على الإطلاق.و من أراد أن ينجح فى الدنيا و الآخرة،فليحرص على نشدان رضوان الله وحده،عبر اتباع الحق وحده و الثبات على قيم العدل و الخلق الرفيع،مهما كرهها الناس و حاربها النظام المتغلب،فالبقاء للأصلح وحده.قال الله تعالى :"فأما الزبد فيذهب جفاءً و أما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض".فها هو ولد عبد العزيز اختلف مع ولد غزوانى،و بعد فترة من التجاذب اعتقل الرئيس السابق،محمد ولد عبد العزيز و إلى اليوم دون ذاكر يذكره!.فأين ولد إياهى صاحب مبادرة المأمورية الثالثة لصالح ولد عبد العزيز؟!،و أين الخليل ولد الطيب، الذى بالغ فى الدفاع عن وجاهة تغيير الدستور من أجل إقرار مأمورية ثالثة لعزيز،و رغم اختفاء ولد إياهى، إلا أن ولد الطيب انبرى عاكسا أسلوبه المعروف لصالح الدفاع عن عزيز و نظامه!.و أين سيد محمد ولد محم الذى حث الجميع على التشبث بعروة ولد عبد العزيز و منجزاته،و اليوم لايستحى عن الإجهاز على ما بقي من الرئيس السابق، محمد ولد عبد العزيز!.فما يسمى النخبة عندنا، لا بستحى من تغيير جلده،بمجرد تغير اسم الرئيس و الطرف المتغلب،فكلما جاءت أمة لعنت أختها،و الغريب أن أسلوب بعضنا، فى هذا المنحى، أخس ربما من أسلوب اليهود!.فالأمة الواحدة تلعن نفسها بنفسها،بمجرد تغيير رأس الهرم،أو حتى بعض الأفراد المحيطين به!.و لا غرابة فسينبرى لهذا القانون، المثير للجدل فى بعض جوانبه،من يدافع عنه دون حياء،لكن بمجرد سقوط و ذهاب هذا النظام فى خبر كان،ستختفى خفافيش الظلام و تتحول لأدوارالتنكر و التحامل و الشماتة،و تلك سنة سيئة مرعبة عهدناها،عند السواد الأعظم،من المشتغلين بالسياسة،و بوجه خاص و أخص فى وطننا،الغريب الأطوار و الأجواء!.