متى نتجاوز قنطرة الخطر المحدق الوشيك؟!/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول

جمعة, 2021/05/21 - 03:55

صاحب القميص الأحمر، هو الرئيس السابق،محمد ولد عبد العزيز، يساعد فى إخراج سيارة سيدة من مطبة رمال توغلت فيها العجلات،ترى هل يساعدنا هو ورفيق دربه السابق،الرئيس الحالي، فى الخروج من ورطة العشرية و محاكماتها المثيرة للجدل،التى تحولت من الإطار العام المحاسبي المشروع بل و الملح، إلى مسرحية كرة قدم بين فريقين فى سياق مختلف، عما دعونا إليه من ضرورة حماية هيبة الدولة و مالها المستباح،و على دعوى واسعة نطاق التبنى .فمحاكمة كل نظام حالي أو سابق، بما فيه طبعا نظام العشرية،مسألة مطلوبة،لكن ما يجرى،قد لا يخدم السلم الأهلي، و قد انحرف بصيغه المكشوفة المدمرة،إلى فرصة خبيثة حمقاء، لإيقاظ مشروع دولة جهوية بامتياز،قد ترى طريق تكريسها و ظهورها، عبر توريط جهة الشمال،و فى القلب منها ولاية بعينها و رئيس محسوب عليها و رجل أعمال بارز من ولاية اترارزه و له امتدادات تقليدية عريقة فى الشمال،بينما أخرج كل المنحدرين، أصلا أو خؤولة، من ولاية العصابة، البرئية الجميلة العريقة،واسطة عقد الوطن،التى يحاول الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى توريطها و تبنيها،فى سياق "خلاف سلطوي الطابع ثنائي صرف ضيق "مع صاحبه السابق.قطار المحاسبة مشروع الانطلاق ملح المسيرة،لكن بشرط أن يسر على سكته و مساره،و بدقة و شفافية،أما ما يحرى اليوم من "محاكمة العشرية"،فقد تحول إلى مشروع حرب أهلية ستظهر و تتعمق مع الأيام و الأشهر و السنوات،لا قدر الله،فارسها الجهل بالسياسة الإيجابية و خطورة أخطائها و منزلقاتها،لكن ولد غزوانى مهما كانت نيته الطيبة و حلمه و صبره النسبي عن الطيش و تربيته المروج لها، على وجه دعائي مكشوف، قد لا يكفى أحيانا، لإقناعنا المريح،بمستوى قدراته و كفاءاته لتسيير الشأن العام.أقول هذا الرجل محمد ولد الشيخ الغزوانى،هو و حليفه بوعماتو الاحمق،الضيق النظرة و الرؤية،لمحض تأثره بسياسة السوق،يجران البلد لمحرقة، إن انطلقت، قد لا تتوقف بسهولة،فهل ينتبه غزوانى و مدير ديوانه الوفي، محمد أحمد ولد محمد لمين، قبل فوات الأوان. لقد اتصلت اليوم الخميس،8شوال1442 هجرية،20/5/2021، بصفتي الشخصية و ليس المهنية الإعلامية، بالرئيس السابق، محمد ولد عبد العزيز،لكن ما أوحت إلي هذه الصورة المنشورة أمامكم، أكثر مما فهمت من المكالمة،فموريتانيا تمثلها هذه الصورة باختصار،ربما ليس من باب تزكية السيد محمد ولد عبد العزيز و دوره و تفهمه النسبي للورطة، قصد تجنيب البلد الفتنة المشتركة ،التى ربما أطلت من قريب على المسرح الواقعي الراهن،و إنما لأنها فعلا،أي موريتانيا مثل هذه السيارة الموغلة فى الرمال، و تحتاج إلى جهد الجميع، حتى من نتهمهم بمأساتها و تعثرها و وضعيتها المقلقة!و باختصار أظن أن من أشعل النار قادر على البحث عن مخارج موضوعية،فالرأي العام طالب فعلا بالمحاسبة و قد لا يقبل مطلقا توقف قطارها، مهما ادعي بعضنا أو أغلبنا أنه انحرف عن السكة، على وجه مقصود ساقط مكشوف و مغرض إلى أقصى حد، وحسب كل المعطيات و "التقديم و التأخير" فى كافة ملفات اللجنة البرلمانية،و مرورا بالبحث الأمني الابتدائي و إلى وصول الرزمة الكبيرة لقضاءنا المريض و المزمن التبعية للسلطة التنفيذية،فغابت وقتها أو غيبت عشرات الملفات المفعمة، بمختلف أوجه الاتهام البين، و اقتصر الملف على المستهدفين فى ذهنية "القائد الجهوي الغاضب" ،محمد ولد الشيخ الغزوانى،و من يومها و هم يتهمون البعض بالقبلية و الجهوية،ضمن محاولة بائسة ساقطة، أخلاقيا و سياسيا و قانونيا،لتربئة غزوانى،و لو جزئيا،من انقلابين و المشترك فى التدبير و التسيير،و بوجه خاص أكثر من عشر سنوات من تسيير مباشر ،و لو ظاهريا،لصفقات الجيش و شؤونه المختلفة المتشعبة،داخليا و خارجيا،و ما بينهما من جولات و صولات خاصة.و يحاول البعض أن يقول لنا، دون وجه إقناع، كانا رجلين فى حلبة العشرية المثيرة للجدل،على رأي البعض،كان أحدها شيطانا أحمر،لا خير فيه مطلقا،و كان الآخر ملكا ناسكا(من الملائكة حاشا) لا تتجه مساءلته أو اتهامه من أي وجه...ف"للعهد عندى" معنى"ماظهرت"،على دعوى البعض،و ب"حكم تربيتى"،التى تحولت فجأة ربما،كما يحلو للخصوم،إلى مسارات مقلقلة بامتياز،و حتى أضحت تهدد السلم الأهلي و العيش المشترك و واقع الدولة الواحدة،مهما كان استقرارها نسبيا ناقصا مهددا بامتياز،من قبل بعض متطرفى  قلة من شريحة معروفة و زمرة قليلة من ولاية يجرى توريطها فى مخطط فتنة لا ناقة لها فيه و لاجمل.أجل، "اتهمتنى بدائها و انسلت"،كما يقال فى المثل العربي البليغ،فمن هو الجاهل بالسياسة الراشدة،إن لم يكن الرئيس الحالي،عافاه الله،محمد ولد الشيخ الغزوانى و أنصاره القلة المحصورين المتناقصين،على وجه متسارع،يبشر بزوال حكمه،مع نهاية هذه "العهدة  الرئاسية الهزيلة التمييزية الوبائية"؟!،و من هو الجهوي، دعاية مكشوفة مغرضة،لحسابات معروفة،إن لم يكن غزوانى، رئيسنا المنتخب،رغم شوائب انتخابه،الذى أبتلي به بلدنا المسكين،و ما لنا إلا الصبر و النصح اللاذع الصادق،عسى أن ينتبه،لفرط  إشفاقنا عليه و على وطننا دون تمييز،و ليس الشمال الموريتاني وحده هو الضحية اليوم ،جراء تراكمات حكم عشريتك يا غزوانى أنت و صاحبك المغدور المغلوب على أمره،تحت إقامة جبرية مثيرة للجدل المشروع،و إنما كل موريتنيا اليوم تقريبا،تشكو من فرط الكذب و الخذلان و الدعاية المغرضة،عبر "تعهداتى" و صندوق كورونا" و "أولوياتى"و "تآزر" و "الإقلاع"،و أخيرا لا آخرا، صندوق التنمية الحيوانية،الذى أعلن عنه فى زيارة تمبدغه.....!.