طلائع و بشائر صبح جديد/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول

أحد, 2021/05/16 - 09:57

على اليوم السادس على التوالى، يعانى إخواننا الفلسطينيون، من قصف متواصل فى غزة،إثر هبتها لنصرة ضحايا استباحة الأقصى الأسير،و بعد سقوط مئات الضحايا و الجرحى و انهيار البنايات و قتل الأطفال و النساء بدم بارد،و انقطاع الكهرباء عن غزة،و اعتقال العشرات فى الضفة الغربية و داخل الخط الأسود وليس "الأخضر"،ادعاءً و زيفا،و بعد دفاع ممثل بوليفيا عن القضية الفلسطينية ،لدى الأمم المتحدة،و فى المقابل، دعوة الممثل السعودي،لدى الأمم المتحدة،لوقف الصواريخ المطلقة من غزة، ضد اسرائيل،و رفض أمريكا الرسمية الاحتجاج على تصرفات اسرائيل الهمجية ضد شعب أعزل تقريبا، إلا من الإيمان و قوة الإرادة.أقول آن لنا أن نفهم ما يلى:-القضية الفلسطينية عادت للواجهة و الكيان الصهيوني لا يفهم سوى لغة السلاح، و ما قامت به حماس و أخواتها من الفصائل الجهادية الغزاوية،هو ما دفع الصديق الغادر المتولى قبل العدو الغاشم، لمراجعة كل الحسابات و المعطيات السابقة،بما فيها طبعا "اتفاق ابراهام" المتعثر بامتياز،و حتى نوع علاقة آمريكا  مع الكيان الصهيوني،المرتقبة فى السنوات القادمة،على ضوء الأحداث الجارية، فى عموم فلسطين السليبة، المغدورة، بألم اتراجيدي تاريخي مروع مخيف من صمتنا و تخاذلنا جميعا، دون تمييز تقريبا.- و من وجه آخر ينبغى أن نعرف  و ندرك بعمق و نعلم علم اليقين، أن الله كتب فى أزله،نصرة هذا الشعب الفلسطيني، المظلوم على وجه مدوى تاريخي،بمستويات قياسية لافتة إلى حد التحسر و الصدمة.فالصور القادمة برهنت على بشاعة المحتل و خسة  أغلب الغرب، و بعض العرب،قبل غيرهم،لكن ربنا يدعونا لاتخاذ الأسباب و إحكام خطة التحرير و عدم التعجل،فقد يتأخر انبلاج الفجر أحيانا، بعد طول ليل بهيم مرهق دامس موحش،لكن مع خيوط الصبح الأولى "و الصبح إذا تنفس" تسرى البشرى المنعشة، بتولى مرحلة الظلم الكئيب المقلق و الظلام المتنوع الباعث شتى صنوف الهم و الحزن و اليأس عند ضعاف الإيمان.و بإيجاز نذكر بوعد ربنا اللطيف العليم العدل،جل شأنه:"و لقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون"صدق الله العظيم. و ستظل صورة جندي صهيوني،ماثلة فى العمق،و هو يطأ بكامل جسمه على رقبة طفل فلسطيني، حتى يتدفق الدم الحرام من رأسه و تنحبس أنفاسه نهائيا...آه يا ربنا، اللهم ألهمنا الصبر على آلام تلك المصائب،رغم بعد الشقة،فكيف بمن عانوا مباشرة.اللهم فرجنا و عنهم و صبرنا و قونا و وسع صدورنا لقضاءك و قدرك و أعنا على كل معروف و قنا كل شر.