موضوع المخدرات يثار من جديد/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

خميس, 2020/12/31 - 16:08

على إثر اجتماع أمس المجلس الأعلى للقضاء،و إعادة أحد القضاة لوظيفته،بعد أن سبق إطلاقه لسراح عدد من المتهمين فى ملف المخدرات،تحدث بعض المدونين عن موضوع المخدرات فى موريتانيا،مما قد بستدعى من البعض التعليق حول هذا الموضوع المثير للجدل.و فى هذا الصدد أود القول،إن موريتانيا منذو منتصف التسعينات ظلت معرضة لتمرير كميات معتبرة من المخدرات،مما سبب حينها جملة اعتقالات شملت أمنيين و قضاة،و مثلت تلك المعالجة اعترافا من الدولة بخطورة المخدرات على اقتصاد الوطن و قيمه و سمعته،و لاحقا فى سنة 2007 مع طائرة انواذيبو فتح الموضوع من جديد،على ضوء محاولات لتمرير كميات كبيرة عبر أراضينا،يبدو أن بعض الجهات النافذة حينها مارست دور التغطية،لصالح تمرير المخدرات.و فى تلك الفترة ظهرت فعاليات شبابية متورطة فى موضوع المخدرات،مع صلة وثيقة ببعض أوساط الأعمال و الجهات الأمنية،و عندما دخلت الصحافة على الخط كشفت أقنعة كثيرة و بدقة.و جرت اعتقالات و مطاردات،لكن الرؤوس لم يمسها سوء!.و مهما تكن حصيلة تلك المعارك القضائية و الإعلامية،فقد أثمرت يقظة الدولة،رسميا و شعبيا،فى وجه بارونات المخدرات،و ربما أصبحت موريتانيا أكثر أمانا من الاختراق و الفوضى ،بسبب عبثية تمرير المخدرات.و موريتانيا بسبب طول حدودها و صعوبة حراستها بدقة،و قابلية رشوة بعض القائمين على الثغور،و شيوع الميوعة و الإباحية فى بعض الأوساط الشبابية،ظلت معرضة لاستباحة المتاجرين فى المخدرات.و باختصار الحملة التى خاضها الإعلام و الأمن و القضاء ضد المخدرات قد أثمرت كثيرا،و شكلت حاجزا سميكا ضد بارونات المخدرات،محليا و دوليا،لكنها حملة تحتاج للتعزيز و التعميق،عسى أن نصبح منطقة محصنة فى وجه المخدرات.