لماذا نظام معاوية مختلف و أهله متميزون؟/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

سبت, 2020/10/10 - 21:46

كنت أيام حكم الرئيس الأسبق، معاوية ولد سيد أحمد للطايع، شابا وسطا، لا بالمراهق و لا الكهل،و كنت أتمتع بعلاقات واسعة،بحكم طبيعتى المنفتحة جدا،و رغم أننى لم أقترب سياسيا، بدرجة كبيرة من ذلك النظام،و كانت مقالاتى كثيرا ما تتسم بالنقد الجريئ،الذى لا يشجع على تقريبي،إلا أن مكانتى الاجتماعية فى أهلى، كانت تمنحنى تقديرا،طالما سمح لي بخدمة البعض،و كنت حريصا على ذلك، حسب المتاح،و كنت ألاحظ أن الكثير من الوجهاء المقربين، اجتماعيا و سياسيا، من معاوية،كانوا حريصين على إسداء المعروف للناس،على اختلاف مراتبهم.و باختصار،و مهما تكن سلبيات نظام الرئيس الأسبق،معاوية،فقد ترك آثارا طيبة و ذكريات جميلة، لدى الكثيرين،ثم ذهب معاوية عن دفة الحكم و جاءت من بعده أنظمة،و إلى اليوم،لا تحسن إلا الجمع و المنع و التعدى على ممتلكات الغير،و فى أحسن الأحوال الانكماش،مثلما يطبق النظام الراهن، مع خدمة عميقة للمحسوبين عليه،لكن بطريقة غير مباشرة،مبالغة فى الدهاء و التخفى،لكن جملة، كل هذه الأنظمة المتعاقبة،التى تلت نظام معاوية ولد الطايع،لم تستطع لعب الدور الاجتماعي و السياسي،الذى لعبه بعض أقارب معاوية، لصالح نظام معاوية و لصالح المجتمع و الدولة،و لهذا السبب كان معاوية و المقربون منه متميزون،بالمقارنة مع غيرهم،ممن كانوا قريبون من السلطة لاحقا و استفادوا منها،و لم يفيدون منها كثيرا غيرهم،فمن يستطيع أن يكذب ذلك؟.أما القول بأن نظام معاوية كانت له مساوئ، فتلك طبيعة العمل البشري،يدور بين الصواب و الزلل دوما.كنت يومها حريصا على ضبط الأعصاب و الصبر لعثرات الناس،مهما كانت حالتى،و ذات مرة كنت فى سفر لآبدجاه،عاصمة ساحل العاج،فبادرنى،"واحد من أهل الشرق"،فى منزل القنصل حينها،بكلام ناب،و ذلك عندما سألنى عن قبيلتى فأجبته،فرد "ورخست"،غير أنى لم أظهر الانفعال،و حرصت على تقريبه و ربطه بهذا الوسط الذى لا يعرفه،و يظن أنه مصدر حرمانه،فكنت السبب فى قدومه للوطن،و أصبح عمدة لإحدى بلديات لعيون،و هو صديق مقرب لدي و إلى اليوم،حفظه الله و عفا عنه.و كان نظام الرئيس الأسبق، معاوية، يعتمد أسلوب ترطيب الأجواء و نزع أشواك بعض الأوساط،من حين لآخر،لتجاوز ركود ملحوظ و خلق نشاطات مشجعة.و عموما الحكم مسؤولية و تكليف و أمانة ثقيلة،قبل أن يكون تشريفا،فمن تولاه ليس محظوظا بداهة، و ينبغى أن يكون حذرا،ميالا للانفتاح على حوائج الناس،بينما أدمنت أنظمة ما بعد معاوية، على الاحتجاب عن حوائج الناس و تكريس السلطة و النفوذ فى أيدى قليلة مختارة، بقصد و تمييز،فإلى متى يستمر هذا الوضع المنافى لشعار تقريب الإدارة من المواطن؟!.و رغم إدعاء البعض فشل نظام معاوية فى بعض المجالات،إلا أنه نجح فى فتح قنوات تواصل مع مواطنيه،من مختلف المشارب.