اللهم أحمى الشرفاء ممن يحاصرهم و يضيق عليهم/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

سبت, 2020/09/19 - 23:15

بدأت تفوح رائحة المحسوبية، من جنبات بعض التعيينات،سواء تعلق الأمر بقطاع الصحافة سابقا أو بقطاع المالية لاحقا،أو غيرهما،و رغم أن الله و رسوله، صلى الله عليه وسلم،أوصيا بالسلالة النبوية خيرا و عناية خاصة،و خصوصا إذا كانوا محتاجين،و هم يستحقون العناية و التكريم دائما،حتى لو كانوا أغنياء !،إلا أن نصيب الشرفاء من العناية الرسمية،ما فتئ دون المستوى الائق الملائم.قال الله جل شأنه:" ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ".و أخرج مسلم والترمذي، والنسائي، عن زيد بن أرقم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أذكركم الله في أهل بيتي" .و فى هذا العهد أيضا،و ربما دأبت عليه موريتانيا،سوى بعض الاستثناءات القليلة،استمر،و للأسف،إهمال حق الشرفاء، فى هذه العناية الخصوصية الصريحة شرعا،و لا أعنى هنا بعض أدعياء الشرف،و الذين لا تتعاضد الأدلة التاريخية على شرفهم،و إنما أهمية و حسن العناية بالشرفاء الأقحاح،و حتى لا يتواصل عموما،حال المحسوبية المتفشى فى الوقت الحالي،ضد أي كان، مع  ضرورة تقدير خصوصي، لمن أوصى به الله، جل شأنه، و رسوله الخاتم،صلى الله عليه و سلم. إن العناية بالشرفاء،حق لا مكرمة،و ينبغى أن يراجع هذا الوضع القائم حاليا.حيث تبحث فقط، بعض الجهات المعنية بالتعيين و التكليف و العناية الرسمية،عن أسماء ذات صلة بشبكة النفوذ فى النظام و المسرح السياسي،و تهمل ضعاف المسلمين،المستحقين،كفاءة و حاجة،كما تهمل ذوى الكفاءة و الحاجة،من المنتسبين،حقيقة و تواترا، لآل بيت النبوة!.ما هذا التناقض الفج المثير؟!.و ليعلم المدمنون على هذا التوجه، المرفوض المكشوف،أن الأصوات تعالت برفض تعيينات المحسوبية الصريحة،و على نطاق واسع مؤثر،كما أن تجاهل حق الشرفاء و إهانتهم، معنويا و ماديا و سياسيا،عواقبه وخيمة،عاجلا لا آجلا،و على الله الاتكال.لقد تركزت السلطة فى بعض الأيدى،و لعها تنسى أحيانا، أن التكليف الرسمي،مهما كان ثقل المسؤولية و الأمانة،يشكل نوعا من توزيع المال و الثروة العمومية،و بالتالى لا ينبغى أن يبقى فى حيز محدود مستهدف،على حساب الآخرين!.و من الجدير بالرئيس، محمد ولد الشيخ الغزوانى و أعوانه، أن يتذكروا أن صبر الناس على بعض التصرفات المختلة لا ينبغى أن يخدعهم كسلطة ،فللصبر حدود،و لو دامت لغيرك ما وصلت إليك،فليقبلوا على النصح و ليحاسبوا أنفسهم،قبل فوات الأوان.و قد قيل من قبل،السعيد من اتعظ بغيره.