"كورونا" يكشف بعض أوراق المافيا المتنفذة/ عبد الفتاح ولد اعبيدن

أحد, 2020/04/26 - 04:25

حزب التكتل الذي يجلس أحد أهم أطره على كرسي في الرئاسة، مكلفا بمهمة معروفة، يحرك آلياته الإعلامية الصدئة لمحاولة إنقاذ حكومة خال شيخهم الوقور، السيد أحمد ولد داداه!.

أجل أحمد ولد داداه والدته حفصة بنت الشيخ سيديا، رحمها الله، وولد بده ولد الشيخ سيديا، قاد الحكومة في ظل تهديد الوباء، وكانت النتيجة والمحصلة هزيلة بامتياز، فيما يتعلق بخدمة الشرائح الضعيفة، المحصورة تحت حظر الجندي المجهول "كورونا"!.

ومهما قيل عن تراجع الخطر الوبائي، ولو مؤقتا، لله الحمد والمنة، إلا أن المساعدات الموعودة للمستضعفين تأخرت، إن لم تكن ألغيت قصدا أو ضمنيا بمعنى عدم ورودها في التوقيت الملائم، للإضرار بسمعة النظام عموما، من أجل الخطة باء، والتي قد لا تخدم الفريق السابق والرئيس الحالي، محمد ولد الشيخ الغزوانى ومبادراته المعلنة، إبان انطلاق خطة مواجهة الوباء!.

فكانت المساعدات الواصلة حتى اللحظة، لا تقارب ما دفعه غيرنا لشعوبهم، في بعض دول الجوار، مثل دولة السنغال الشقيقة، التي نفوقها ثراءً، و لو عموديا، و ليس أفقيا، فثرواتنا قطعا أكثر واستفادتهم مما هو أقل مما عندنا أكثر، بسبب حسن التسيير، بالمقارنة مع نمط تسييرنا الفوضوي الأناني المزمن!.

ولد الشيخ الغزواني حمل من أول يوم عين فيه الحكومة، المسؤولية للوزير الأول وعناصر حكومته الباهتة، في بعض أوجهها.

وجاء "كورونا" لله الحمد، وكشف بعض  أوجه الهزال والضعف المثير للشفقة!.

فازدادت القطط السمينة أصلا، شحما وثراءً من مليارات كورونا وازداد الفقراء والمستضعفون حرمانا وتلاعبا باسمهم المستغل، لصالح غيرهم ، باسم الصحة والأمن واستجلاب القمح وغيره، واستغل الداخل والخارج ماليا ودعما غزيرا أو على الأقل كافيا، وباسم كورونا، وكانت النتيجة بالنسبة للفقراء، تقارب مختصر: حصيلة هزيلة مثيرة للجدل المشروع بامتياز، رغم جدية الرئيس وبراءته من دم يوسف، عليه السلام!.

فمن سيدفع الثمن، ولماذا يؤخر إقالة حكومة فشلت، وتوقيف مهزلة "تآزر ولد بوعسري"، الذي تسيره ابن عمة ولد عبد العزيز، من داخل غرفة النوم، ولماذا يستدعي حزب التكتل فرق الاحتياط، وهو شبه الحزب، المعارض سابقا الموالى حاليا؟!.

وهل تكفي وشيجة قرابة مع الوزير الأول، لمحاولة إنقاذ حكومته في الوقت الضائع، عبر شهادات زور، خفيفة الجوهر جذابة الشكل، الملفق المفبرك، ولو على رأي البعض؟!.

ومع تأخر التسعين ألف أوقية، لكل أسرة من 30 ألف أسرة، أغلبها في نواكشوط، فهي حتى لو وزعت لاحقا، فلم يعد لها معنى!.

فقد شبع قادة جيشنا  وبعض رموز القطاع الصحي، باستثناء نذيرو على الأرجح، كما استفاد  محركو وسماسرة الصفقات، ولو اعتبرناها نموذجية ونظيفة، وحتى الآن لم يصرف الفتات، لأول مستحق نظريا، الفقير، لأنه وقود اللعبة في نظر المافيا، المعروفة بجميع رموزها، ولأنها باختصار، قديمة ومتجددة!.

أما صاحب الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، بطل "ياي بوي"، وزير الصيد، الناني ولد اشروقه، فكان الأكثر وقاحة واستحقاقا للمساءلة العلنية العاجلة!.

وربما سيجد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى نفسه، مضطرا لكنس وإقالة جماعية فورية، لحكومة ولد الشيخ سيديا، الفاشلة في أغلب مهامها، عسى أن ينقذ الرئيس الحالي بعض ماء وجهه، إثر تلكؤ حكومته المتعمد ربما، في تطبيق مضمون خطابه التاريخي الجيد، بمناسبة كورنا، والذي بقي حبرا على ورق، دون تطبيق يحسن السكوت عليه، وخصوصا في الجانب المالي، والمال عصب الحياة، رغم بعض نجاحات الصحة والأمن، "لكن الصحة والأمن ما ينتكلو وحدهم"!.

وخمس من ياي بوي يا اشروقة عزيز، لا تكفى أسرتين، خصوصا في رمضان الصيام وإغلاق الأسواق والولايات وحظر التجول!.