لمن يهمه الامر :لا للمأمورية الثالثة / بقلم عبدالفتاح ولد اعبيدن - المدينة المنورة

سبت, 2018/08/11 - 08:52

كل النذر تشير على اعتزام الرئيس محمد ولد عبد العزيز العبث بالدستور مرة أخرى ضمن، ظروف محلية و اقليمية غير مستقرة إطلاقا . و ذلك ضمن مسعى جلي مكشوف للبقاء فى دفة الحكم ،عبر أسلوب غير أخلاقي أناني متعسف ،عنوانه أنا أو اتسونامى .

و من المعروف،أن أغلب ما مضى من حكم المتغلب العسكري، محمد ولد ولد عبد العزيز ،أذيق كل ساكنة هذا البلد تقريبا، الإهانة و الغبن و الظلم الصريح المتنوع ،بدءا بأصهاره و بعض رفقائه فى الجيش و شركائه فى الدم ،أعنى طبعا بعض أبناء عمومته،المقهورين فى الداخل ،المشردين فى الخارج .و ما قصة التلاعب بصدقية الانتخابات المرتقبة ببعيد .فبعد صبرنا و تجاهلنا و محاولة تفهمنا لمختلف صنوف الإهانة ،ها هو  وخادمه المطيع ول محم،الذى لا يعرف للحياء سبيلا، يهددوننا جميعا و يهينوننا جميعا ،عبر هذا الأسلوب الموغل فى الاستفزاز و الاحتقار .

ضغط على بنت مكناس المسكينة، فتطاولت على خداد و جمدت لائحته للنيابيات بافديرك، و ضغط على أهل عبد الله ،و رجل الأعمال الفاضل المسالم اشريف ول عبد الله ،ليجمد ول جيل ،ابن أخته، عضويته على رأس لائحة بلدية فى أطار ،و ها هو أكبر رجل أعمال فى البلد محمد ولد نويكظ ،يجرجر خاله للمحاكم ،أحمد ولد برو ،لإبطال مفعول نفيه لانسحابه من المنافسة النيابية بأطار .

فإذا كان ولد عبد العزيز غير راغب فى الشراكة مع جميع مكونات الطيف السياسي و الاجتماعي الموريتاني ،باستثناء ثلاثة مراهقين (ولد إجاي،ولد محم ،م .لمين ولد الشيخ ) أفسدوا عليه كل شيئ ، فكيف يستساغ استمراره فى السلطة ،على وجه مثير متعسف ،على حساب إرادة و مصلحة و خيار السواد الأعظم من شعب و جيش موريتانيا ؟! .الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها .

اللعبة انتهت و تأكد بما لا شك فيه أن نظام ولد عبد العزيز ،نظام الأنانية المفرطة و الظلم و القهر و شتى صنوف الابتزاز و الأحادية و تصفية الحسابات الشنيعة،مع من يتوهم باستمرار أنهم أعداءه .و حتى لو افترضنا أن ولد عبد العزيز و زبانيته قد يفلحون فى فرض مأمورية ثالثة بامتياز ،فإن أغلبية سكان هذا الوطن المغدور، سيتحولون إلى "بدون"،أو بعبارة أخف،مواطنين فى أحسن الأحوال ،من درجة عاشرة، أو أكثر سوء حال ،إن لم تتحول موريتانيا تدريجيا و دستوريا إلى النظام البرلماني ،عسى أن نتخلص دستوريا و عمليا من سطوة النظام الرئاسي الصرف الديكتاتوري المحطم الممزق ،للأسف البالغ ،كما رأى الجميع ذلك ،و سنشاهد فى الشهور القادمة ،فصولا و سينرايوهات ،أشد فداحة و استحواذا و تزويرا و هيمنة .

و بغض النظر عن تغريدة ول محم الأخيرة، الملحمة لتعديل دستوري جديد ،يفتح المزيد من الوقت ،للمزيد من فرص الغبن و القهر و التهديد و الابتزاز المتنوع ،فإن الوطن بحاجة ماسة لتفاهم تشاركي استثنائي جاد ،لتلافى غيوم و مخاطر المأمورية الثالثة المثيرة و المخيفة بحق .

فلا خير فى حاكم يحتقر رعيته و لا يعدل بينها و لا يستشيرها. اللهم سلم سلم ، من سائر الفتن ،ما ظهر منها و ما بطن .اللهم قارب و سدد . اللهم آمين .