تل أبيب تكشف: “مُنسّق أعمال الحكومة” زار سرًا معظم العواصم العربيّة

اثنين, 2018/05/21 - 15:32

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:في بداية شهر أيّار (مايو) أنهى الحاكم العسكريّ للضفّة الغربيّة المُحتلّة، الجنرال يوآف مردخاي، مهّام منصبه الذي يُسّمى إسرائيليًا مُنسّق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينيّة، ليحّل مكانه اللواء كميل أبو ركن، من الطائفة الدرزيّة في البلاد، وبحسب المصادر في تل أبيب فإنّ مردخاي، اعتزل الجيش بعد خدمة استمرّت 36 عامًا.المُحلّل الإسرائيليّ المُخضرم، بن كاسبيت، من صحيفة (معاريف) العبريّة، كشف تفاصيل عن الأنشطة الأمنية والسياسية التي مارسها الجنرال مردخاي، اعتمادًا على مصادر أمنيّةٍ رفيعة المُستوى في تل أبيب، التي أرادت من وراء هذا النشر، الذي تمّ بطبيعة الحال، بتصديقٍ من الرقابة العسكريّة، بهدف كشف المستور عن مدى تغلغل الاحتلال الصهيونيّ في الضفّة الغربيّة ومدى تأثيره على الحياة اليوميّة، وتشعّب علاقات جنرال الاحتلال مع القيادة الفلسطينيّة في المُقاطعة بمدينة رام الله.كاسبيت شدّدّ في معرض تقريره الحصريّ على أنّ مردخاي البالغ من العمر 54 عامًا أصبح في الفترة الأخيرة أحد أهّم ضباط هيئة الأركان للجيش الإسرائيليّ، بسبب الدور الأمنيّ والسياسيّ الكبير الذي يقوم به في اتصالات تل أبيب مع العرب، وبشكلٍ خاصٍّ مع الفلسطينيينوتابع كاسبيت قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، أنّ الجنرال المعروف بكنيته (بولي)، يُتقن اللغة العربية بطلاقةٍ، تولّى في الفترة الأخيرة منصب المبعوث الخاص في عدّة قضايا وملفات مهمة بالشرق الأوسط لكلٍّ من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان، ورئيس أركان الجيش الجنرال غادي أيزنكوت، ورئيس “الموساد” (الاستخبارات الخارجيّة) يوسي كوهين، لافتًا في الوقت عينه أنّ جهازي (الموساد) و(الشاباك) ووزارة الخارجيّة، عندما اكتشفوا هذه الخصال في الجنرال قرروا إيفاده في مهمّاتٍ سياسيّةٍ سريّةٍ إلى العديد من العواصم العربيّة، تلك التي تُقيم علاقات دبلوماسيّة مع دولة الاحتلال، والأخرى التي لا تربطها علاقات علنيّة مع كيان الاحتلال، بحسب المصادر في تل أبيب.وكشفت المصادر ذاتها، بحسب الصحيفة العبريّة، أنّ رئيس الموساد أناط بالجنرال مردخاي عدّة مهام وزيارات سريّة في الدول العربية، دون كشف تفاصيل إضافية، مؤكّدًة في الوقت نفسه أنّ “أن مُنسّق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينيّة”، المُنتهية ولايته، كان قد قام بزيارات سريّةٍ لمعظم العواصم العربيّة، غالبيتها بشكلٍ سريٍّ، حيث قام بتنفيذ مهام باسم الجيش والحكومة الإسرائيلية و”الموساد” و”الشاباك”، كما قالت المصادر للصحيفة العبريّة.ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، تابعت المصادر الرفيعة في تل أبيب، فقد كان مردخاي، حسب الصحيفة، يعمل في بعض الأحيان كمبعوثٍ للحكومة الإسرائيليّة ووزارة الخارجية في تل أبيب، والتي يقودها نتنياهو بنفسه، لدى دول الاتحاد الأوروبيّ، في القضايا التي تتعلّق بالقضية الفلسطينية.علاوةً على ذلك، أشارت المصادر إلى أنّ الجنرال مردخاي لعب دورًا مهمًا في تنسيق المواقف مع الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، وخاصّةً مع جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب وكبير مستشاريه، ومبعوث البيت الأبيض الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، وغنيٌ عن القول إنّ الاثنين هما من أشّد داعمي إسرائيل، بالإضافة إلى مونهما ينتميان إلى الطائفة اليهوديّة.بالإضافة إلى ذلك، شدّدّت المصادر في حديثها للصحيفة العبريّة على أنّ الجنرال مردخاي أصبح مؤخرًا عنصرًا مركزيًا في الساحة الفلسطينيّة، ولعب دورًا مهمًا في التنسيق بين الجهات الأمنية الإسرائيليّة والفلسطينيّة، مؤكّدةً في الوقت عينه على أنّ علاقات شخصيّة قوية تربطه مع كبار المسؤولين الأمنيين في رام الله.وكشف التقرير النقاب أيضًا عن أنّ مردخاي لعب دورًا محوريًا في البحث والكشف عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى “حماس” في قطاع غزة، واتخذ العديد من القرارات للضغط على الحركة وأسراها المعتقلين في السجون الإسرائيليّة.وأردفت المصادر الإسرائيليّة قائلةً للمُحلّل كاسبيت إنّ الجنرال مردخاي هو صاحب قرار منع أهالي أسرى “حماس” في سجون الاحتلال من زيارة أبنائهم، كما تعود إليه فكرة وقف التحويلات الطبيّة، وكذلك قرار اختطاف قيادات “حماس” في الضفة الغربيّة المُحتلّة، من أجل استغلال ذلك للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، على حدّ تعبيرها.كاسبيت قال في نهاية تقريره إنّ “مُنسّق أعمال الحكومة في المناطق”، كان عمليًا الاسم الحركيّ للجنرال الذي أصبح الأكثر فاعليةً وتأثيرًا في هيئة الأركان العامّة، وأحد أكثر الأشخاص تأثيرًا على مجريات الأمور في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة.وتابع قائلاً: كان المبعوث المُفضّل للجميع من رئيس الوزراء مرورًا بوزير الأمن وحتى جميع الأجهزة الأمنيّة في إسرائيل، إنّه كان يحمل المفتاح السحريّ لكلّ القلوب والمكاتب في الشرق الأوسط، الرجل الذي يُسافر ويعود، يقوم بالتهدئة وبالصلح، يُفاوِض، يعمل وبنجاحٍ على تقريب وجهات النظر، ليس فقط في المناطق الفلسطينيّة وفي هيئة الأركان العامّة، وفي المكاتب الحكوميّة في الدولة العبريّة، بل في منطقة الشرق الأوسط برّمتها وفي الحلبة الدوليّة أيضًا، على حدّ تعبير المُحلّل كاسبيت.