خبيرة لبن سلمان: أيها الفتى كم أنت طموح..لكن أموال السعودية لا تكفي لتمويل مشاريعك!

خميس, 2018/04/19 - 15:48

لندن ـ “القدس العربي”:قالت الخبيرة إيرينا سلاف إن اغلب العناوين المتعلقة بالسعودية تتحدث عن إنفاق مبالغ ضخمة: 550 مليار دولار للمدينة الذكية هنا، 200 مليار دولار لمشروع للطاقة الشمسية هناك…مما بدا أن السعودية لن تنظر في أي مشروع يقل مليار دولار.

وأكدت الخبر في تقرير لها في موقع “أويل برايس″ (سعر النفط) أن هناك شعوراً خاصا أن السعودية بلد غني وفي استطاعته تحمل كل هذه المشاريع، حتى بدون طرح أسهم شركته الحكومية النفطية العملاقة “أرامكو” في السوق.

غير أن الكاتبة شددت على أن الحقيقة هي أن السعودية لا تستطيع تحمل هذه المشاريع.

وتضيف أنه بـ” بعملية حسابية بسيطة، فإن مشروعي “نيوم” و “سوفت بنك” مثلا يكلفان لوحدهما 700 مليار دولار، ضف إلى ذلك 10 مليارات دولار لمدينة ذكية أخرى في مصر، ثم مشروع محطة لتكرير النفط بـ 44 مليار دولار مع شركات هندية، ومشروع مماثل في ماليزيا بـ 7 مليارات دولار، و مشروع بتروكيميائي بـ 7 مليارات دولار في السعودية، أي أن المجموع هو 766 مليار دولار”.

وتشير الخبيرة أن “السعودية بالطبع لن تمول لوحدها كل هذه المشاريع، أنما جزء منها فقط، لأن لها مشاريع أخرى..ولنقل مثلا أن السعودية تستطيع تمويل نصف هذه المشاريع أي 383 مليار دولار ..فهل تستطيع تحمل هذه القيمة؟”.

 وتجيب الكاتبة أن صندوق السعودية السيادي به 250 مليار دولار من الأصول المدارة، وأن خطط الرياض هي توسيعه إلى 400 مليار دولار في أفق 2020 عبر استثمارات محلية ودولية، لكن في الحقيقة فإن السعودة ليس لها في هذا الصندوق حاليا إلا 250 مليار دولار فقط، في وقت مازال سعر برميل النفط دون الـ 80 دولارا المنشودة. وفي الوقت نفسه فإن ميزانية المملكة لعام 2018 به عجز بـ52 مليار دولار، وأن مراقبين يعتقدون أن السعودية تبذل ما فوق طاقتها لمويل مشاريعها الطموحة.

وتتساءل الخبيرة من جهة أخرى: هل يستطيع اكتتاب “أرامكو” توفير التمويل اللازم لهذه المشاريع الضخمة؟.

الجواب، صعب، بالنسبة للخبيرة، فالسعوديون يصرون على أن القيمة السوقية لشركة “أرامكو” تصل تريليوني دولار، غير أن هناك خبراء مستقلون يشككون في هذا، مثلما نقلت وكالة “بلومبيرغ” مؤخرا، و التي وصفت هذه التقديرات بـ”البطولية”!.

الكاتبة تضيف: لنُسلم بهذه التقديرات “البطولية”، وأن قيمة أرامكو تصل تريليوني دولار، وأن حكومة الرياض تخطط لطرح 5 بالمئة من “أرامكو” ما يعني أنها ستحصل في أحسن الحالات على 100 مليار دولار، يمكن إضافتها إلى الـ 250 مليار دولار المتوفرة في الصندوق السيادي، أي ما مجموعه 350 مليار دولار، أي بنقصان 33 مليار دولار عن 383 مليار دولار، أي نصف تمويل المشاريع الستة، التي أشرنا لها أعلاه.

وتشير الكاتبة أن صحيفة “فاينانشل تايمز″ أكدت أنه لشركة “أرامكو” أن تبلغ قيمة سوقية بترليوني دولار تحتاج إلى سعر برميل نفط بـ 120 دولار بحلول 2023، وهو أمر مستبعد بالمعطيات الحالية.

وتخلص الخبيرة إلى القول إن العمليات الحسابية البسيطة والتحديات التي تواجهها المملكة تجعل من المستحيل أن تستطيع السعودية تمويل كل مشاريعها.

وتكتب في الأخير: “باختصار مشروع رؤية 2030 لولي العهد السعودي محمد بن سلمان سينتهي مثل مشروعه السابق 2020. أيها الفتى كما كان مشروعك طموحاً!”.