اختفاء السديس والشريم من على منبر “المسجد الحرام” وعودة الخطب الوعظية البعيدة عن “السياسة”

جمعة, 2017/11/24 - 14:12

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:يوما بعد آخر يتأكد أن ثمة سياسة جديدة تنتهجها المملكة العربية السعودية في ظل عهد الأمير محمد بن سلمان (الحاكم الفعلي للمملكة)، بما فيها السياسة الدينية لاسيما خطب الجمع في منبري المسجد الحرام والمسجد النبوي. فبعد أن كان الشيخ السديس يخوض في السياسة من فوق المنبر الأشهر، ويدلي بدلوه جهارا نهارا في أحداث سورية، واليمن وفلسطين وغيرها من قضايا الأمة الإسلامية، بل إنه كثيرا ما صب جام دعواته على الأسد، واليهود والصهاينة الغاصبين وسط بكاء المصلين تارة، ونحيبهم تارة أخرى، فجأة توقف الشيخ الأثير منذ أكثر من شهرين وهو غياب غير معهودللشيخ الذي يترأس الشئون العامة للحرمين الشريفين، حيث كانت آخر خطبه يوم 15 سبتمبر الماضي (2017)، صب فيها كعادته جام دعواته على اليهود واصفا إياهم بالصهاينة المعتدين.الأمر نفسه ينطبق على الشيخ سعود الشريم، حيث توقف عن الخطابة منذ 21 يوليو 2017، في غياب طويل لم يعهده متابعوه من فوق منبر المسجد الحرام، وهو الذي لطالما دعا على اليهود الغاصبين جهارا نهارا.اليوم خطب الجمعة الشيخ أسامة خياط، حيث كانت خطبته وعظية حث فيها المستمعين على التعاون على البر والتقوى ولم يتطرق فيها لأمور السياسة قيد أنملة ، ومن قبله سار النهج الوعظي ذاته الشيخ صالح بن حميد.فماذا وراء تغييب الشيخين الأثيرين، وكف باقي الخطباء عن الحديث عن السياسة طوعا أو كرها؟وهل الإجابة تكمن في طبيعة المنهج السعودي الأخير المتقارب مع إسرائيل جهرا بعد أن ظل حينا من الدهر تقاربا خفية وسرا؟!