صورة معتقل من درعا تشعل صفحات التواصل الاجتماعي انتقادا لقانون العفو الرئاسي

أربعاء, 2014/07/02 - 18:58

درعا ـ «القدس العربي» من مهند الحوراني: من بين آلاف الصور التي تملأ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لمعتقلين سوريين، برزت صورة فايز الحلي من أبناء مدينة الشيخ مسكين في درعا، وتظهر صورة الحلي في منظر قد يطابق بحد كبير أو أكثر صور أطفال المجاعات ليظهر الحلي وعلامات الوهن والتعب والمرض على جسده النحيل.الحلي ذو 48 سنة لم يشفع له كبر سنه ولا مرض السكري الذي يعاني منه ليرزح لنحو 10 أشهر في أقبية جهاز المخابرات السورية في دمشق بداخل الفرع 215 المعروف بالمخابرات الجوية.حدثنا الناشط محمد الحوراني من أبناء الشيخ مسكين والمطلع على قضية الحلي قائلا: سبب اعتقال الحلي كان قرب بيته من حاجز الجسر التابع للجيش النظامي في مدينة الشيخ مسكين وعندما استولى الجيش على البيت اجبر أهل البيت على تركه وقام عناصر الحاجز باعتقال الحلي والتنكيل به أمام أسرته وإهانته.الجدير بالذكر أن الحلي تم إطلاق سراحه بموجب مرسوم العفو الرئاسي، في حين لم يفرج النظام عن المعتقلين المهمين بل قام بحملات اعتقال عشوائية قبيل الانتخابات بأسابيع حتى يفرج عنهم بعد فوزه بالانتخابات، أما بالنسبة للعفو فلم يشمل إلا بعض الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالثورة أساسا بحسب الحوراني، الذي تابع حديثه لـ «القدس العربي» قائلا «لو كان في سوريا قوانين ومراسيم تطبق وتراعى لما قامت هذه الثورة من الأساس وتبقى قوانين العفو هذه موجهة للخارج في محاولة لتلميع صورة النظام في الرأي العالمي، في حين جاء مرسوم العفو في إطار التسامح الاجتماعي واللحمة الوطنية ومتطلبات العيش المشترك وعلى خلفية الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في الميادين كافة، بحسب قول نجم الأحمد وزير عدل الحكومة السورية في تصريح له على التلفزيون السوري».فيما اعتبر مؤيدون للحكومة السورية قانون العفو الأكثر شمولا منذ بدء الثورة السورية في اذار/ مارس 2011 الذي شمل للمرة الأولى جرائم متعلقة بقانون الإرهاب، وبالأجانب الذين دخلوا البلاد للقيام بأعمال «إرهابية» في حال تسليم أنفسهم، وإذا تم تطبيق هذا المرسوم، يفترض أن يشمل عشرات ألاف المعتقلين في السجون السورية المتهمين بارتكاب الإرهاب أو الانضمام إلى تنظيم إرهابي، وبينهم ناشطون معارضون محتجزون منذ أشهر وبعضهم منذ أكثر من سنتين، في حين تبقى مراسيم العفو التي يصدرها الرئيس السوري تندرج ضمن أطار التلميع الخارجي حسب ناشطين، في حين ما زال يرزح في أقبية المخابرات السورية أكثر من 200 ألف معتقل يعانون من أبشع وسائل التعذيب والتنكيل والتجويع وبدلالات واضحة وفاضحة للنظام عبر المعتقلين الذين أفرج عنهم.