مرشح واحد ينافس نفسه ويتسابق رجال الأعمال على تمويل انتخابه

سبت, 2014/06/14 - 16:17

نواكشوط ـ «القدس العربي» ـ من عبد الله مولود: استعادت الحملة السياسية والإعلامية الممهدة للانتخابات الرئاسية المقررة في موريتانيا أول أمس حماسها ووهجها بعد جمود سببه تغيب محمد ولد عبد العزيز أقوى المرشحين بلا منازع، عن العاصمة أياما قضاها مروّجاً لنفسه في مدن الداخل. فقد أوقدت الشموع في عشرات الخيام التي نصبها أنصار ولد عبد العزيز الرئيس الحالي التائق لولاية ثانية، أمام منازلهم ومحلاتهم التجارية، وفي ناصيات الشوارع الرئيسية في العاصمة. ووجد سكان العاصمة في هذه الخيم محلا للترويح عن النفس هروبا من هذا الجو الحزيراني الحار ومن ملل الفيلات المكيفة.اندفع الجميع بغض النظر عن الموقف السياسي من هذا المرشح أو ذاك نحو خيم الحملة، للتمتع بالموسيقى المزمجرة ولاحتساء كاسات الشاي الأخضر.تقول أم كلثوم بنت سيدي (17 سنة) طالبة «لست سياسية وإنما جئت هنا سائحة للتمتع بالموسيقى ولأمور أخرى أيضا، في إشارة للقاءات التي تتيحها ليالي الحملة بين الشباب والشابات».أما الصراف محمد سالم ولد اكبيد (45 سنة) فقد جاء «لمتابعة حملة الرئيس المشعشع ولد عبد العزيز الذي سيتوج رئيسا لفترة ثانية بلا شك»، حسب قوله.تبكي أمانه بنت اسويلم (55 سنة) وهي خياطة ومؤجرة للخيم الحملاتية على ما تسميه «عهد مضى كانت فيه الحملات الانتخابية أكثر تحريكا للمال من الحملة الحالية، وكانت الخيمة فيه تؤجر لليوم بـ 10.000 أوقية (33 دولارا)».«نحن اليوم نؤجر خيمنا بما لا يتجاوز 2000 أوقية لليوم، يا للخسارة»، تضيف بنت اسويلم.أما سيديبي صال صاحب محل لمكبرات الصوت فيشكو «من شركة موريكوم التي استحوذت على جميع عقود هذه الحملة ولم تترك لنا أي موطىء قدم»، حسب تعبيره.صوت واحد في العاصمة هو صوت الرئيس ولد عبد العزيز وصورة واحدة هي صورته الموجودة في كل مكان، وشعار واحد هو شعاره «أمل وطن وخيار شعب»، المعلق في كل موقع.يفسر الأستاذ محمد ولد ابوه (51 سنة) سيطرة الرئيس المنصرف على الواجهة بأنه «أمر لازم ومعروف في موريتانيا منذ بدأت الديمقراطية عام 1991، فمرشح الدولة هو القوي دائما».وترى فاطمة بنت الشيخ (موظفة مصرفية) «أن سبب اعتلاء الرئيس المنصرف للواجهة هــــو وجــــوده مترشــحا بمفــــرده بعد أن قررت المعارضة وزعماؤها مقاطعة الانتخابات».وتضيف «زعماء القبائل يخافون من معارضة رئيس تأكد نجاحه وهم مضطرون لتأييده ولو كانوا لا يرضون عنه، خوفا على مصالحهم».أما إقبال رجال الأعمال على تمويل حملات الرئيس الحالي والمنتهية ولايته بالملايين (دفع أحدهم مليار أوقية)، الذي اشتكى منه المترشح بيرام ولد اعبيدي، فيفسره الشاب محمد أحيد ولد الصادق من شباب المعارضة بأنه «شراء للعافية، إنهم يريدون العافية فرأس المال جبان وقد يتعرض التاجر والمقاول لمضايقات كبيرة إذا لم يمول حملة رئيس لا محيد عنه».هكذا بدت للعيان الحملة السياسية الممهدة للانتخابات الرئاسية في موريتانيا أسبوعا قبل يوم الاقتراع: خيام منصوبة، وكاسات شاي مترعة، وأوتار وألحان ودفوف مضروبة، ومرشح واحد يؤيده الجميع لخوض مأمورية تراها الموالاة استكمالا للمسار، وينظر إليها المعارضون نظرات شزراء، وتتبارى في سوحها مرشحتان هما «المشاركة» وهي إن ارتفعت، فوز للنظام و»المقاطعة وهي إن كثرت، انتصار للجمع الرافض لما يعتقد أنه «الأحادية» بعينها.