سيدة سوداء على العملة الخضراء.. من هي؟

جمعة, 2016/04/22 - 13:02

في سابقة هي الأولى من نوعها منذ 100 عام.. ستصبح "هاريت توبمان" أول سيدة يتم وضع صورتها على الدولار الأمريكي، لتحل مكان أندرو جاكسون الرئيس السابع للولايات المتحدة على ورقة الـ 20 دولارا، بحسب ما صرح مصدر مسئول بمكتب وزير الخزانة الأمريكي جاكوب لو.

وفازت هاريت توبمان، السيدة السوداء التي ناضلت ضد العبودية في أمريكا في تصويت طرحته وزارة الخزانة الأمريكية عبر الإنترنت، لتحصد 600 ألف صوت، متفوقة على العديد من منافسيها، وفى مقدمتهم إليانور روزفلت زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق فرانلكين روزفلت، الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة بين عامي "1933-1945".

ومن المتوقع أن تصدر العملة الجديدة فئة 20 دولارا عام 2020 تزامنًا مع الذكرى المئوية لمنح المرأة الحق في الانتخاب والتصويت.

وكان من المفترض أن توضع صورة أول سيدة على العملة الخضراء فئة 10 دولارات، ولكن تم العدول عن هذا الأمر تفاديا لإزالة صورة الكسندر هاملتون، كبير مساعدي جورج واشنطن، وأول وزير للخزانة الأمريكية، الذي ينظر إليه باعتباره أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، حيث وضع النظام المالي الأمريكي، كما أسس حرس السواحل الأمريكي، وصحيفة نيويورك بوست.

وتتخلف الولايات المتحدة كثيرا عن ركب بلدان أخرى وضعت صور النساء على عملاتها مثل، بريطانيا، الفلبين، الهند،الأرجنتين، تركيا والمكسيك.

أما هاريت توبمان الذي ستتصدر صورتها على العشرين دولارا، فهي ناشطة في مجال إلغاء الرق وحقوق الإنسان خلال الحرب الأهلية الأمريكية، ولدت عام 1820 ولاية ماريلاند، وتمكنت من الهرب عام 1849 بعد أن مورس عليها الضرب من سادتها، وقد أحدث التعذيب الذي تعرضت له جرحا كبيرا غائرا في رأسها، تسبب لها فيما بعد نوبات من الصداع والتخيلات لازمتها طيلة حياتها.

ومنذ تلك الحادثة كرست توبمان حياتها للنضال ضد العبودية، من خلال توفير منازل وطرق آمنة للعبيد في الولايات المتحدة، كما حاربت من أجل منح المرأة حق التصويت في الانتخابات، وعملت خلال الحرب الأهلية الأمريكية لصالح جيش الاتحاد، كطاهية وممرضة ثم مسلحة وجاسوسة، وكانت أول امرأة تقود حملة مسلحة في الحرب. وقادت حملة حُرر فيها 700 من العبيد، وظلت تقوم بدورها الاجتماعي حتى توفت عام 1913.

وضع صورة توبمان بدلًا من الرئيس أندرو جاكسون، سابع رؤساء الولايات المتحدة، أمر له دلالته الفارقة في هذا التوقيت الذي تعانى فيه الولايات المتحدة لموجات من التمييز العنصرى ضد السود، حتى وإن كان الرئيس الحالي باراك أوباما من ذوى البشرة السوداء، فتوبمان كانت ناشطة ضد العبودية خلال حكم أندرو جاكسون الذي تولى الحكم بين عامى "1829-1839"، حيث عرف عن الرجل معاداته للعبيد، وتبنيه لمبادئ ترسخ الرق في الولايات المتحدة، وأصدر قرارا بترحيل الهنود الحمر إلى الغرب الأمريكي، وساهم هذا القرار في إبادة الكثير من قبائل الهنود الحمر.