الموريتانيون ينشغلون عن الانتخابات بفتوى قتل ناشطة

ثلاثاء, 2014/06/10 - 13:56

نواكشوط- «القدس العربي» من عبد الله مولود انشغل الموريتانيون عن حملاتهم الانتخابية وعن ضوضاء السياسة بالفتوى التي أكدها أمس الفقيه السلفي يحظيه ولد داهي والمتعلقة بحكمه على الحقوقية الموريتانية البارزة آمنة بنت المختار رئيسة جمعية النساء الموريتانيات معيلات الأسر «بالكفر والقتل حدا طبقا للشريعة إذا هي لم تعلن توبتها».فقد أولى المبحرون الموريتانيون على صفحات الفيس وتويتر اهتماما كبيرا لهذه القضية وهم ما بين متضامنين مع الحقوقية ومنتقدين لتقاصر السلطات عن الدخول في هذا الملف، ومطالبين بالضرب بيد من حديد على جماعة هذا الفقيه التي يرون أنها تتجه لتكون «بوكو حرام» إضافية.واستفسر مدونون كثيرون عن الأسس التي اعتمدها الفقيه في فتواه مستغربين عدم تدخل علماء موريتانيا في هذه القضية ولزومهم الصمت تجاهها.ومع أن الحقوقية المستهدفة قد تقدمت بشكوى للنيابة العامة من مكفرها ولد داهي، فإن الفقيه مصدر الفتوى ما يزال طليقا لحد يوم أمس حسبما أعلنه هو نفسه على صفحته على الفيس بوك.وفي آخر التدوينات التي نشرها على صفحته أعلن يحظيه ولد داهي أمس «أن من يسميها «المرتدة الملعونة» لما فشلت في تحريش الحكومة على جماعته وفشل إخوانها في الغي،بدأ بعض أصحاب النوايا الحسنة بمبادرة وساطة وحل ودي».وأضاف «..وأنا أقترح لحل المشكلة أن تعترف هي بالخطأ الجسيم وهو الدفاع عن هذا المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، وأن نعترف نحن بخطئنا في الفتوى بهدر دمها والتحريض على قتلها وأن ذالك ليس إلينا، ولكي نصطلح تتبرأ هي من الدفاع عن ولد أمخيطير الملعون وتتعهد بعدم العودة، ونعتذر نحن لها ونقوم برد الاعتبار لها بشرط آخر وهو أن تبتعد عن الاستهزاء والسخرية بالشريعة».وذكر ولد داهي في تدوينة له أمس «أن المرتدة الملعونة بنت المختار المنصرة»، والتعبير له، لجأت إلى ابن عمها الجنرال أحمد ولد بكر مدير الأمن وطلبت منه إلقاء القبض على المدعو يحظيه داهي، لكنه، حسب ولد داهي، رفض التدخل في الموضوع وعاتبها وطلب منها الإبتعاد عن الملفات الشائكة ومهاجمة الجماعات الإسلامية، ومزاحمة العلماء والفقهاء في أمور الفتوى، فمهمتك الدفاع عن بنات جنسك فإذا التزمت بهذا فنحن معك وإذا خرجت عن المهمة وسلكت طريقا آخر فأنت تتحملين المسئولية الكاملة».وبنبرة ساخرة علق الفقيه على هذه المحادثة قائلا «..لن ينفعك ولد بكر ولا ولد ثيب، لا ينفعك إلا التوبة والبراءة من ولد أمخيطير (كاتب المقال المسيء) قبل أن نمسك بك».وكان مدونون قد انتصروا للحقوقية بنت المختار في تدوينات لهم هاجمت الفقيه مصدر الفتوى بأبشع العبارات.يقول الدكتور أبو العباس ابرهام «..التكفيري، هادر الدماء، فقّاء الأعين، نافث السموم، الكوبرا المجتمعي، هو حقيقة ..إنه متواجدٌ في السوق، بالحجم الكبير، ثلاثي الأبعاد، بالجملة وبالتجزئة..وقد تحوّل إلى الجيل الثاني من الفتاوى الدموية: هذه المرة هو يريد نتيجة..يريد جثثاً.»ويضيف « الحملة ضد جسد الحقوقيات، وليس ضد تفكيرهم، هي حملة عابرة للأحزاب، إعلامية تكفيرية معروفة ساهمت فيها أقلام مستعارة تعمل عملاً استخباراتياً لأحزاب وهيئات ونشرتها مواقع الباحة الخلفية لأحزاب كبيرة..وهنالك من يعتقد أن الفتوى بقتل المواطن هي رأي محترم.. وتدّثره بالديمقراطية ليس إلا إرادة لقتلها، وامتعاضاً من تمثلاتها في عالم الأفكار».وفي تدوينة أخرى يقول الكاتب الكبير حنفي ولد دهاه «..آمنة بنت المختار هذه المرأة الشامخة كجبال أوراس، رمز النضال من أجل العدالة والحرية، حين لم تتجاوز همة هذا الجرذ التفكير في عدد الجواري المحظي بهن في الجنة لو ولغ في دماء زكية، أهدرها بفتوى لا تخفي كم هو ضيق الباع، سقيم الفهم قليل الاطلاع».ويتساءل ولد دهاه «..كيف لجرذ لم يفتأ يحفر كضب الكدى في حفر وأنفاق النفاق، أن يعتدي على من وهبت عمرها للدفاع عن كرامة الإنسان و الكفاح من أجل حقوقه»؟.وردا على هذه الحملة التي استهدفته واستهدفت فتواه كتب الفقيه ولد داهي «أقول لكل العقوقيين الملاعين المرتدين انتهى صبرنا عنقكم ..وأقول لكم بكل صراحة أجمعوا أمركم فليس أمامكم إلا الاختطاف وتفجير المقرات والقتل عليكم لعنة الله يا كفار».وكان المنظمات الموريتانية لحقوق الإنسان قد طالبت في بيانات لها أمس «السلطات الموريتانية بتوقيف يحظيه ولد داهي وتقديمه للعدالة واتخاذ جميع التدابير لاستجواب مرتكب هذا النوع من التهديدات التي نالت حتى الآن الناشطة الحقوقية آمنة بنت المختار بسبب مطالبتها بمحاكمة عادلة لولد امخيطير».وطالبت المنظمات «السلطات الموريتانية باتخاذ الإجراءات المناسبة، لتوقيف الأيدي الإجرامية التي تهدد طمأنينة المواطنين».